التهاب جيوب القولون (التهاب الرتوج)

التهاب جيوب القولون

التهاب جيوب القولون، أو التهاب الرتوج كما يُعرف، هو اضطراب يُصيب الجهاز الهضمي ويتسبب في التهاب وتقرحات في الغشاء المخاطي للقولون والمستقيم، ويُعد هذا المرض من الأمراض المزمنة التي قد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المريض. 

في هذا المقال، يقدم الدكتور رامي قطاش استشاري الجراحة العامة وجراحة المنظار والسمنة المرضية أهم التفاصيل حول التهاب جيوب القولون، مع التركيز على الأسباب والأعراض وطرق العلاج المتاحة، لفهم بشكل أفضل هذا الاضطراب وكيفية التعامل معه بفعالية.

ما هو التهاب جيوب القولون؟

التهاب جيوب القولون، والمعروف أيضًا بالتهاب الرتوج، عبارة عن حالة طبية تكون جيوب صغيرة منتفخة يمكن أن تتشكَّل في بطانة الجهاز الهضمي وقد تتطور داخل القولون وتؤدي إلى التهابات وتقرحات في الغشاء المخاطي للقولون والمستقيم.

ويعد هذا الالتهاب من الأمراض المزمنة فغالبًا لا يواجه معظم الأشخاص أي مشاكل معه على الإطلاق، ومع ذلك قد يتسبب في أعراض متنوعة ومزعجة للمريض إذا أصبح أحد الرتوج ملتهبًا.

مدى شيوع التهاب جيوب القولون

على الرغم من أن هذا المرض شائع، إلا أن التهاب الرتوج يعد من المضاعفات غير الشائعة، ويؤثر على حوالي 4% من الأشخاص المصابين بداء الرتوج، ولكن بمجرد الإصابة به والشفاء منه يزداد خطر الإصابة به مرةً أخرى بنسبة 20%.

اقرأ أيضًا: أعراض التهاب المرارة

أعراض التهاب جيوب القولون

التهاب جيوب القولون (التهاب الرتوج) يمكن أن يتسبب في مجموعة من الأعراض التي قد تكون مزعجة وتؤثر على نوعية حياة المريض، فيما يلي بعض الأعراض الشائعة لهذا المرض:

  • ألم وتقلصات في البطن، قد يكون الألم حاد ومستمر أو متقطع، وقد يتفاقم بعد تناول الطعام.
  • انتفاخ البطن أو القولون الملموس (يمكنك الشعور به بيدك).
  • تراكم الغازات والانتفاخ.
  • فقدان الشهية ونقص الوزن.
  • الحمى والتعب.
  • الغثيان والقيء.
  • نزيف المستقيم.
  • الإسهال والذي قد يكون مصحوب بدم أو مخاط.
  • الإمساك في بعض الحالات، حيث أنه يعد أقل شيوعًا.

أين يقع ألم التهاب الرتوج؟

قد تحدث الرتوج لدى البعض غالبًا في الجزء الأخير من القولون، والذي يسمى القولون السيني، حيث أنه يبدأ هذا الجزء من الجانب الأيسر السفلي ويميل قليلاً إلى اليمين ليلتقي بالمستقيم. 

لهذا السبب، يشعر معظم الناس بألم التهاب الرتج في الربع السفلي الأيسر من البطن، وفي بعض الأحيان، قد ينتشر ألم أسفل البطن أيضًا إلى الحوض أو يمتد إلى الظهر.

أما البعض الآخر يمكن أن يصابوا بالتهاب الرتج في الجزء الأول من القولون، والذي يقع في الربع العلوي الأيمن، وهذا قد يؤدي لألم في الجزء العلوي من البطن .

أسباب التهاب جيوب القولون

تتكون الرتوج عادةً عندما تتمزق الأجزاء الضعيفة بشكل طبيعي في القولون بسبب تعرضها للضغط، وينتج عن ذلك ظهور جيوب صغيرة على طول جدار القولون، وبالتالي يحدث التهاب الرتوج عند تمزق هذه الرتوج مسببة التهابًا وعدوى في بعض الأحيان.

ويجدر بالذكر أنه قد تساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة، أبرزها:

  • العدوى البكتيرية.
  • أمراض القولون التقرحية.
  • النظام الغذائي مرتفع الدهون ومنخفض الألياف. 
  • التقدم في السن.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • قلة ممارسة الرياضة.
  • تناول أدوية معينة، مثل:
    • الستيرويدات.
    • المسكنات الأفيونية.
    • الأيبوبروفين.
    • نابروكسين.
    • الأسبرين.

طرق التشخيص

عادةً ما يُشخص التهاب جيوب القولون أثناء النوبات الشديدة، ونظرًا لأن ألم البطن يمكن أن يشير إلى عدد من المشاكل، فسوف يحتاج الطبيب إلى استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض من خلال إجراء الفحوصات التالية:

  • الفحص السريري: حيث أنه يتضمن فحص البطن للتأكد ما إذا كان المريض يشعر بألم أم لا.
  • فحص الحوض: وغالبًا ما يجرى للنساء لاستبعاد الإصابة بأمراض الحوض.
  • فحص الحمل: وهو للنساء في سن الإنجاب كون الحمل قد يكون سببًا لألم البطن.
  • فحص البول: للتحقق من وجود عدوى أم لا.
  • اختبار البراز: لاستبعاد الإصابة بعَدوى خاصة لدى الأشخاص المصابين بالإسهال.
  • اختبار وظائف الكبد: لاستبعاد الأسباب المتعلقة بالكبد التي قد تسبب ألم البطن.
  • فحص التصوير المقطعي المُحوسب: الذي قد يشير إلى الجَيْبَات الملتهبة أو المصابة بالعَدوى ويؤكد تشخيص التهاب الرتوج، كما يمكن أن يحدد هذا الفحص شدّة الالتهاب ويوجّه نحو العلاج المناسب.

علاج التهاب جيوب القولون

يعتمد علاج التهاب الرتوج على الأعراض ومدى شدتها، وبشكل عام قد تشمل الخطة العلاجية ما يلي:

علاج التهاب الرتوج غير المصحوب بمضاعفات

إذا كانت الأعراض خفيفة، فيُمكن الاكتفاء بالعلاج المنزلي، حيث أنه من المُرجَّح أن يُوصي الطبيب بالتالي:

المضادات الحيوية

على الرغم من أن الإرشادات الحديثة تنص على عدم الحاجة إليها في الحالات البسيطة، ولكن قد يوصي بها الطبيب لعلاج العدوى ويعتمد نوع المضاد على نوع العدوى التي يعاني منها المريض.

مسكن للألم

بعض مسكنات الألم تزيد من خطر الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي، ولكن قد يوصي الطبيب بمسكنات الألم التي تحتوي على الأسيتامينوفين حيث أنها تعد آمنة في هذه الحالة.

نظام غذائي يعتمد على السوائل

ينصح بالالتزام بحِمية معتمدة على السوائل أثناء فترة الشفاء من الالتهاب، حيث أنه بمجرد تحسُّن الأعراض يمكن إضافة طعام صلب إلى النظام الغذائي ولكن بشكل تدريجي.

علاج التهاب الرتوج المصحوب بمضاعفات

إذا أصيب المريض بنوبة حادة أو كان لديه مشكلات صحية أخرى، فسيحتاج على الأرجح إلى البقاء في المستشفى، ويتضمن العلاج بشكل عام:

مضادات حيوية عن طريق الوريد

قد يوصي الطبيب بالمضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات من خلال الوريد، بحيث ينتقل الدواء مباشرة إلى مجرى الدم. 

مسكنات الألم الوريدية

يمكن أيضًا تخفيف الألم بهذه الطريقة، فالبعض قد يحتاج إلى مسكنات قوية، مثل المواد الأفيونية.

نقل الدم

إذا فقد المريض الكثير من الدم بسبب النزيف الناتج عن التهاب الرتوج، فقد يحتاج إلى نقل دم طارئ لاستبداله.

تنظير القولون

قد يستخدم الطبيب منظار القولون أو المنظار السيني لعلاج المضاعفات البسيطة الناتجة عن التهاب الرتوج. 

فعلى سبيل المثال، يمكنهم في كثير من الأحيان إيقاف النزيف النشط، أو تصريف الخراج، أو فتح جزء ضيق من الأمعاء باستخدام أدوات يتم تمريرها عبر المنظار.

والخطوات لهذا الإجراء كما يلي:

  • قبل البدء في العملية، يجب أن يكون القولون خاليًا من البراز، لذلك قد يُطلب من المريض اتباع نظام غذائي خاص أو استخدام ملينات أو تنظيف القولون بواسطة حقن ملحية قبل العملية.
  • يتم تخدير المريض تخديرًا موضعيًا أو عامًا لتسهيل الإجراء وتقليل الألم والتوتر.
  • بعد تخدير المريض، يتم إدخال المنظار عبر فتحة الشرج وتوجيهه عبر القولون.
  • يُستخدم المنظار لفحص جدران القولون والبحث عن أي تغيرات أو علامات لالتهاب الرتوج.
  • بمجرد التشخيص وتحديد موقع التهاب الرتوج، يُمكن للطبيب إجراء العلاج المناسب، حيث أنه يُمكن استخدام مشابك لإزالة البوليبات، أو القيام بتوسيع منطقة ضيقة، أو التعامل مع أي مضاعفات أخرى.
  • بعد الانتهاء من العلاج، يُزال المنظار تدريجيًا وبحذر لتجنب أي إصابة.

الجراحة

من المرجح أن البعض قد يحتاج إلى عملية جراحية لعلاج التهاب الرتج في الحالات الآتية:

  • إذا كان يوجد مضاعفات، مثل خراج الأمعاء أو الناسور أو الانسداد، أو ثقب في جدار الأمعاء.
  • إذا كان قد تعرض المريض  للإصابة بالتهاب الرتوج غير المعقد لمرات متكررة
  • إذا كان لدى المريض ضعف في الجهاز المناعي.

ويوجد نوعان رئيسيان من العمليات الجراحية، هما:

استئصال الأمعاء 

هو إجراء جراحي يُستخدم لعلاج حالات معينة مثل التهاب الرتوج الشديد، ويمكن إجراؤه بالخطوات التالية:

  • يُعطى المريض تخديرًا عامًا لضمان عدم الشعور بأي ألم خلال العملية.
  • يقوم الجراح بإجراء قطع في الأمعاء عند المنطقة المصابة.
  • يتم استئصال الأجزاء المصابة من الأمعاء، ولكن يجدر التنويه أنه قد يُحتاج الجراح في بعض الحالات إلى استئصال جزء كبير من الأمعاء أو حتى كامل القولون والمستقيم.
  • بعد استئصال الجزء المصاب، يُعيد الجراح توصيل الأجزاء السليمة للأمعاء عن طريق توصيل الأمعاء مباشرة بعضها ببعض، أو عن طريق توصيل الأمعاء مع جزء من المستقيم في حالة استئصال كامل للقولون.
  • بعد الانتهاء من إعادة التوصيل، يُختتم الجراح العملية بإغلاق الجروح بدقة ووضع ضمادات لحماية المنطقة المصابة.

استئصال الأمعاء مع فغر القولون

هو إجراء جراحي يُستخدم في حالات شديدة من التهاب الرتوج التي تؤثر بشكل كبير على القولون. 

إليك الخطوات التفصيلية لهذا الإجراء:

  • يقوم الطبيب بتخدير المريض تخدير عام.
  • يبدأ الجراح بإجراء قطع في الأمعاء عند المنطقة المصابة.
  • يتم استئصال الجزء المصاب من القولون بالكامل مع ترك الفتحة المؤقتة (فغر القولون).
  • يتم توصيل فتحة في جدار البطن للمريض بالقولون السليم، تسمى هذه الفتحة “فغرة” وتُستخدم لتصريف الفضلات خلال الفترة التي يكون فيها القولون مفصولًا عن الأمعاء الباقية.
  • يقوم الجراح بتوصيل الفغرة بكيس جراحي لتجميع وتصريف الفضلات.
  • بمجرد تخفيف الالتهاب وتحسن حالة المريض، يمكن عكس الفغرة وإعادة توصيل الأمعاء.
  • يتم إغلاق الفغرة وإعادة التوصيل الطبيعي للقولون، مما يسمح للفضلات بالمرور من خلاله بشكل طبيعي.

المضاعفات

بدون علاج قد يؤدي التهاب جيوب القولون إلى المضاعفات التالية:

  • نزيف الجهاز الهضمي: يمكن أن يكون النزيف من الرتوج شديدًا ويؤدي إلى فقر الدم.
  • انسداد الأمعاء: قد يؤدي التورم الشديد إلى تضييق القولون بشكل مؤقت، ولكن في حال كان التورم مزمنًا قد يسبب تضيقًا دائمًا. 
  • النواسير: قد يندمج جدار القولون الملتهب والمتآكل مع قناة أخرى في الجسم (مثل الأمعاء الدقيقة أو المثانة أو المهبل)، مما يؤدي إلى تكون الناسور بين الجهتين.
  • التهاب المثانة: قد يؤدي التهاب الرتوج القريب من المثانة إلى تهيجها
  • الخراج: الخراج عبارة عن جيب من القيح المصاب والذي قد يحتاج إلى تصريف ولكن في حال تمزق فقد يؤدي للإصابة بالتهاب الصفاق، وتعد هذه حالة طارئة تستدعي العناية الطبية الفورية.
  • انثقاب الجهاز الهضمي: إذا أصبح الرتج منتفخًا بما يكفي للتمزق، فقد يسمح ذلك للبكتيريا المعوية بالتسرب إلى التجويف البريتوني، وهذا يؤدي للإصابة بالإنتان.

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-d). Diverticulitis. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10352-diverticulitis
  2. Diverticulitis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, April 19). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diverticulitis/symptoms-causes/syc-20371758
  3. Diverticulitis. (2023, August 28). WebMD. https://www.webmd.com/digestive-disorders/understanding-diverticulitis-basics
  4. Department of Health & Human Services. (n.d.). Diverticulosis and diverticulitis. Better Health Channel. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/diverticulosis-and-diverticulitis
  5. Persons, L. (2023, February 7). Everything you need to know about diverticulitis. Healthline. https://www.healthline.com/health/diverticulitis
Tags: No tags

Comments are closed.